أزمة في بريطانيا بسبب تحويل كنيسة إلى مسجد

أثارت موافقة حكومية مرتقبة على تحويل كنيسة إلى مسجد في بريطانيا حالة من الجدل الواسع ، حيث رفض أحد الأحزاب اليمينية المتطرفة القرار واصفا ذلك بأنه "غزوا إسلاميا".
ووفقا لما نشرته صحيفة "الرأي العام" الكويتية في عددها الصادر يوم الجمعة ، فإن الطائفة الإسلامية في بلدة "كليثيرو" التابعة لمنطقة لانكاشاير بشمال انجلترا تسعى لتحويل كنيسة اشترتها بأموال التبرعات إلى مسجد ، في انتظار حصولها على موافقة المجلس المحلي للبلدة.
وأضافت أن تلك الرغبة أثارت حالة من الجدل انتقلت من أروقة المجلس المحلي للشارع ، بسبب الحملة الانتخابية للمجالس البلدية المقرر لها مايو المقبل ، حيث يعارض يمينيون متطرفون على صلة بالحزب "القومي" في كليثيرو المشروع ، وبدأوا في حملة لجمع التوقيعات تباعها حملة إعلامية في الصحف المحلية للتأثير في قرار المجلس.
وأكدت صحيفة "اندبندنت" تسلم المجلس نحو 900 رسالة احتجاج من مواطني البلدة ، وأضافت أن المجلس تدخل لدى الصحف المحلية لوقف حملة التحريض ونشر الرسائل المعارضة بحجة أنها تسبب توتراً في الشارع وتسمم الأجواء في البلدة.
ولا يوجد في كليثيرو - التي يقطنها نحو 300 مسلم - مسجد لإقامة الشعائر ، وكان المجلس البلدي قد خصص غرفة في مبنى المجلس ليستخدمها المسلمون كمسجد يمارسوا فيها صلواتهم الجماعية أيام الجمعة وفي الأعياد والمناسبات الدينية المختلفة.
وتولدت الفكرة عام 2000 في ذهن أحد أبناء الجالية المسلمة ويدعى شيراز أرشاد ، تأثر من الطريقة التي جرت فيها مراسم تشييع جثمان والده ، وبدأ حملة لجمع التبرعات لإنشاء مسجد ، ووجد أن أفضل مكان لاقامة المسجد هو كنيسة قديمة معروضة للبيع تعود لطائفة الميثوديست "البروتستانتية" ، فتقدم لشرائها.
من جانبه أثنى ، عضو مجلس العموم البريطاني ، نايجل ايفانس عن كليثيرو على قرار المجلس المحلي ، قائلا : "إن الضجة التي أثارها المعارضون للمشروع ناتجة عن جهل الناس وعدم إدخال المزيد من المواد عن الإسلام في مناهج التعليم".
واستغل حزب "الانجليز أولاً" ، المتطرف ذو الميول العنصرية ، الأزمة في الترويج لحملته لانتخابات المجلس المحلي ، حيث ساعد في تأجيج مشاعر العداء ضد المسلمين بإعلانه أن المسجد سيؤدي مستقبلاً إلى "غزو إسلامي".
ورغم أن المجلس لم يوافق بعد على طلب الطائفة المسلمة إلا أنه يشترط لموافقته المحافظة على الشكل الخارجي لمبنى الكنيسة ، وعدم بناء مأذنة أو قبة فوقها ، للحفاظ على الطابع العام للمنطقة المحيطة بالكنيسة.
وفي محاول لتبديد مخاوف المعارضين أكد أرشاد إنه يتفهم مخاوف مواطني البلدة ، موضحا أنها لا أساس لها.
وأضاف يقول : "إن لجنة الطائفة مصممة على جعل المسجد مفتوحاً لباقي الأديان في تجربة ستكون الأولى من نوعها في بريطانيا".
واختتمت الصحيفة تقريرها بأن القضية ساعد في أثارتها الأحزاب المتطرفة ، رغم أنه منذ عام 1969 تم إغلاق أكثر من 1700 كنيسة في بريطانيا ، بعد تحويلها لأماكن سكنية أو تجارية ومطتعم وحانات لتقديم الخمور.